رفع مستوى الإنتاج المحلي
وقد أجريت العديد من المحاولات لتربية السلالات المختلفة من الحيوانات الزراعية الأجنبية في البلاد العربية ، إما بحالة نقية أو مهجنة مع السلالات المحلية، أو عن طريق التدريج كوسيلة من وسائل رفع مستوى إنتاج السلالات المحلية .
أولاً : الماشية
: استهدف من إدخالها دراسة مدى تأثيرها تحت الظروف العربية ، ومعرفة أثر تدريجها مع الماشية المصرية، كوسيلة من وسائل التحسين في الأجيال المختلفة للحيوانات لتحديد أنسب الأجيال للمعيشة الاقتصادية تحت الظروف البيئية المصرية . وأدخلت ماشية الجرسى إلى البلاد العربية ، وأظهرت دراسة هذا النوع والأجيال الناتجة من خلطها والتدريج بينها وبين البلدي أن الأبقار المدرجة بالجرسى لا تختلف في إنتاجها عن الأبقار الأصلية، وهذا إن صح على المدى البعيد فهو مؤشر لنجاح عملية تربية الجرسى تحت الظروف المصرية بتدريجه مع الماشية المحلية ولكن بشرط توافر الرعاية والتغذية والمأوى بشكل يتناسب مع هذه الماشية، فقد انتهى قطيع الجرسى من أسيوط لانتشار مرض السل رغم أن التجربة كانت تحت ظروف مثالية . كما أدخلت ماشية شورتهورن اللبن بغرض رفع الكفاءة الإنتاجية من اللبن واللحم في هجنها مع الماشية العربية ، واستمرت تجربة شورتهورن اللبن بنجاح بداية وبعدها فشلت هذه المحاولة لصغر حجم القطيع ، وقصر التلقيحات على طلائق معينة مما يؤدي إلى ظهور عوامل وراثية غير مرغوب فيها، كما أن طريقة الإيواء كانت قاصرة على ربط الحيوانات داخل الحظائر دون أي رياضة، هذا وإن كان نصف الشورتهورن هو أصلح الحيوانات المدرجة لإنتاج اللحم تحت الظروف الخاصة ، فإن إنتاجه من اللبن كذلك يفوق الحيوانات الأصيلة تحت الظروف المناخية ، إذ أن الشورتهورن الأصيل لا يعطى في موطنه الجديد نفس الإدرار الذي يعطيه في بلاده الأصلية .
وقد دخل الفريزيان للبلاد العربية إلا أن إنتاجه من اللبن تدهور تحت الظروف المناخية ، إلا أنه مع ذلك ظل أكفأ في إنتاجه عن الماشية المحلية، كما كانت نسبة النفوق في العجول أيضاً عالية ، وعموماً فإن الفريزيان ذو كفاءة تناسلية مناسبة، وقد صمد بالتجربة للظروف المعيشية لما يمتاز به من إمكانيات فسيولوجية وهستولوجية تمكنه من المعيشة في ظل ظروف مغايرة لمنطقة نشأته، لذا فقد انتشرت أعداده بالآلاف في مناطق عديدة . كما أدخلت ماشية الهيرفورد كحيوان لحم ، حيث استعمل في الخلط مع الماشية العربية، لكنها لم تنتشر رغم أن وزن العجول عند الفطام بلغ 99.9 كغم وبلغ الوزن عند انتهاء التسمين 426 كغم في عمر 18 شهراً . ولقد برزت أهمية الخلط بين الماشية المحلية والسلالات الأجنبية لإنتاج عجول التسمين ولرفع إنتاجية اللبن، فخلط الماشية البلدية مع كل من الأنجلر الأحمر والبرون فيه والجراوفيه والفريزيان المولود في مصر مثلاً والفلكفية والبنتسجاور والشاروليه والنورماندى حيث تفوقت أوزان الخليط عن البلدي في الوزن عند الذبح وكانت أعلاها في خليط الشاروليه وخليط البنتسجاور وخليط النورماندى مع البلدي على الترتيب . ونفس التفوق لوحظ كذلك في متوسط زيادة الوزن اليومي وكذلك في متوسط زيادة التصافي والتشافي ونسبة اللحم للعظم .
الأغنام
: تنتمي الأغنام إلى فصيلة المجترات المجوفة القرون، أو البقريات ، وهي وثيقة الصلة بالماعز ، ولقد استأنسها الإنسان منذ الأزمان الأولى . وتنتمي الأغنام والأبقار إلى مجموعة الحيوانات المجترة Ruminants ، والتي تشمل كل الثدييات ذات الحوافز الفردية المشوقة ، أو زوجية الأصابع Artiodactula والأغنام مثل كل المجترات من ذوات الأربع، وتمشي على أطراف أصابعها . وفي الواقع فإن الجزء الذي يلمس الأرض ليس بالقدم ، كما يعتقد الكثيرون ، ولكنه نهاية الأصابع فقط .
و يحمي الأصابع التي تمشي عليها، وهما إصبعان في كل قدم ، ظفر يسمى الحافر، مثل ذلك الذي للماعز، والثور، والجمل، والزراف. وجسم الأغنام مغطى بفروة من الصوف الناعم الطويل . الأغنام هي : حيوانات ثديية ، لأنها ترضع صغارها . من مشقوقات الحافر لوجود عدد زوجي من الأصابع . من المجترات ، لأنها تجتر الطعام . من مجوفات القرون ، لأن لها قروناً مجوفة . من آكلات الحشائش، لأنها تعيش فقط على الحشائش . يبلغ طولها 75 سم ، وتزن في المتوسط حوالي 57 رطلاً . وتنتج 5 أرطال من الصوف في كل جزة .
كيف تأكل الأغنام
1- يملأ الحشيش، أو أي طعام آخر غير ممضوغ ، الكرش الأول . ( صورة 24 ) 2- يمر الحشيش من الكرش الأول، إلى المعدة الثانية، فالفم . ( صورة 25 ) 3- ينزل الحشيش الممضوغ إلى المعدة الثالثة، وبعدها إلى المعدة الرابعة .
منافع الأغنام
اللحوم للمائدة ، الصوف للنسيج ، الجلود للمعاطف ، واللبن للشرب وصناعة الجبن. فلا عجب أن تربى الأغنام ، فيما عدا الدواجن، بأعداد كبيرة أكثر من أي حيوانات أخرى أليفة . ويمكن للأغنام أن تعيش ، دون أن يؤثر هذا في طبيعتها، في السهول الحارة الجافة بغرب استراليا، أو المنحدرات الرطبة المطيرة بمناطق البحيرات الإنجليزية . كما يمكنها أن ترعى في مناطق جدباء، تجوع فيها الأبقار ، أو تواجه الشتاء القارس، دون مأوى سوى حائط من الأحجار .
الغذاء
لا تحتاج الأغنام مثل الماشية أو الخيول، إلى الأراضي الزراعية الخصبة، فهي ترعى عادة على النجيل القصير الرفيع، ويمكن أن تعيش على القليل من الحشائش ، أو الأراضي القاحلة. وعلى الرغم من أن احتياج الأغنام إلى 11.5 جالون من الماء يومياً / إلا أن معظم ذلك يمكن الحصول عليه من الندى . وتحتاج كذلك إلى الملح احتياجاً شديداً ، وتأكله بشراهة، بما يزيد على 0.5 أوقية يومياً، لأنه يفتح شهيتها ، ويحفظ فروتها في حالة جيدة. والفروة هي الصوف المغطى للجسم، والذي يحميها من الجو البارد. وفي الصيف يجز الصوف لتخفيف الحرارة عنها . والأغنام حيوانات ترضع صغارها، وعلى ذلك فهي من الثدييات، ولكونها تمضغ الطعام المرتجع أو تجتره ، تسمى بالمجترة . حاول الوالي العثماني محمد علي باشا في أوائل القرن التاسع إنتاج الصوف الرفيع في مصر، فاستورد أغنام المارينو من فرنسا وحاول أقلمتها في منطقة البحيرة، ثم في صحراء مريوط، وأخيراً في عدة محطات بالدلتا، إلا أن هذه المحاولات لم تنجح بالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت في هذا السبيل، وقد يرجع هذا الفشل لسوء الإدارة وعدم توافر الرعاية الكافية وعدم خبرة القائمين بالعملية . وبعدها بحوالي 100 عام 1944 أدخلت أغنام السفولك البريطانية لتدريج أغنام الأوسيمى، إلا أن الأعداد كانت بسيطة فانتهى أثرها. ومنذ ما يزيد عن 70 عاماً دخلت أغنام الفريزيان الشرقي كأغنام لبن، وفي عام 1955 استوردت عدة سلالات كالليستر واللاكون والمارينو الفرنسي ( الرامبولية ) والمارينو الروسي ولكن بأعداد قليلة ، ولم تعمر سوى زمنا قصيراً، ثم استوردت أغنام التكسل الهولندية وصادفت متاعب صحية وانتهى أمرها .
كما أدخلت أيضاً أغنام الكيوس اليونانية ، وكما أدخلت أغنام التيجايا كأغنام لبن وخلطت مع النعاج الرحماني لتحسين اللحم والصوف واللبن، ثم أدخلت أغنام مارينو اللحم الألماني بتعداد بلغ 30 ألف رأس بغرض تربيتها على حالة نقية ، وكذا خلطها مع الأغنام العربية .المصدر: منـتـديات أغـــنـامl,s,um hgpd,hkhj >> vtu lsj,n hgYkjh[ hglpgd (hglhadi < hgHykhl) hglhadi hgH]ld hgHykhl
المفضلات